عسل النحل
عسل النحل هو لُعاب النحل، مادّة حُلْوَة يُخْرجها النحل من بُطُونه ممَّا يجْمَعه من رحيق الأزهار، وهو غذاء هام يحتوي على سكريات أغلبها أحادي وخمائر وأحماض أمينية وفيتامينات متنوعة ومعادن. يتم تصنيع العسل من رحيق الأزهار الذي تجمعه شغالات النحل من الأزهار المتنوعة والمنتشرة في حدود المراعی حول المنحل، وبعد أن يتحول هذا الرحيق عبر عمليات الهضم الجزئي وتقليل الرطوبة إلى سائل سكري يُخزن في العيون السداسية ويُختم عليه بأغطية شمعية. والغرض من تخزينه هو توفيره كطعام للخلية وللحضنة ولتحمل الشتاء، ويطلق عادة على العسل الذي ينتجه نحل يعيش طليقا في الطبيعة بالعسل البري، وتصنفه منظمة الفاو ضمن قائمة المنتجات الحرجية غير الخشبية. وعندما لا تتوفر الأزهار في الحقول المجاورة للمنحل، يضطر النحل إلى جمع عسل الندوة العسلية من المفرزات العسلية لبعض الحشرات التابعة لرتبة متجانسة الأجنحة مثل المن والحشرات القشرية.
في الصورة عسل نحل يمني |
والعسل معروف عند معظم الناس كمادة غذائية مهمة لجسم الإنسان وصحته. كما أقر العلم الحديث المتوارث الحضاري حول كون عسل النحل مضادا حيويا طبيعياً ومقوياً لجسم الإنسان (يقوي جهاز المناعة الذي يتولّى مقاومة جميع الأمراض التي تهاجمه)، كما أن له خصائص مثبتة في علاج الحروق والجروح وكثير من الأمراض الأخرى
تاريخ العسل
كان إنسان العصر الحجري منذ 8 آلاف سنة يتناول في طعامه عسل النحل وكان يستخدمه كعلاج؛ وهذا ما نجده في الصور والمخطوطات والبرديات لقدماء المصريين والسومريين بالعراق وسوريا. وكان قدماء المصريين يستخدمون العسل ليس فقط كغذاء ولكن أيضا للعلاج والتجميل وفي التحنيط ليحافظ على أنسجة المومياوات. وورد ذكره في القرآن وبقية الكتب المقدسة حتى الصينية والهندية. وكان يستعمل كعلاج للصلع ولمنع الحمل كلبوسات، وكان الألمان يستخدمونه لعلاج الجروح والحروق والناسور والتئامها مع زيت السمك وكانوا يستخدمونه كمرهم ملطف بإضافة صفار (مح) البيض له مع الدقيق.
أنواع العسل
↚
أنواع العسل كثيرة متنوعة
يتنوع العسل حسب تنوع مصدر الرحيق سواء أكان من الزهور أَم الإفرازات النباتية أَم الأخرجة التي تتركها الحشرات. ويختلف تبعا لذلك لون العسل ورائحته وطعمه والقابلية للتبلور والكثافة والقلوية وحتى بعض مكوناته ولو بنسبٍ قليلة. وهناك عوامل أخرى أيضا تؤثر على صفات العسل مثل نوع التربة والعوامل الجوية.
عسل المانوكا
ينتج في نيوزلندا وإستراليا فقط، من شجر الشاي، ويحتوي على مادة ميثيل غليوكسال ذات الخواص القوية في قتل الجراثيم.[7]
عسل الزقوم: من أجود أنواع العسل يتميز بمذاقه القوي وخصائصه العلاجية ويعد الدغموس من أفضل أنواع الزقوم.
عسل السدر
وهو من أجود أنواع العسل على مستوى العالم ويتراوح سعر الكيلو جرام إلى 133 دولار ويتميز بلونه البني الداكن ورائحته الزكية وطعمه اللذيذ والحار يستخلصه النحل من شجرة السدر.[8] ويوجد في جنوب اليمن عسل السدر خصوصاً في وادي جردان في شبوة وفي وادي دوعن بحضرموت.
عسل الحمضيات
ويمتاز عسل الحمضيات بلونهِ الأبيض وكثافتهِ القليلة، وعسل البرتقال من هذه الطبقة يتميز حسب الأبحاث الأخيرة بتصفيته للدم، وبكونه مهدئًا للأعصاب إذا أخذت ملعقة نصف ساعة قبل النوم خاصة للأطفال.
عسل القبار
من أجود أنواع العسل وأغلاها حيث أن القبار نبتة برية تتميز بصفات طبية كثيرة على رأسها أن القبار مقوّي جنسي وبالتالي كل هذه الخصائص الطبية تنتقل إلى رحيق النبتة وبالتالي تنقلها النحلة إلى العسل. ينبّه وينشّط وظيفة الكبد والطحال ويحسّن الدورة الدموية ويفيد في علاج مرض تصلب الشرايين ويساعد على الهضم، وفي التخلص من نفخة البطن. ويليّن الأمعاء، ويدر البول والطمث. ويساعد في التخلص من مفرزات القصبات الرئوية. ويفيد في علاج بعض حالات فقر الدم. ويستخدم لعلاج الاستسقاء (تكوم السوائل في البطن) وداء النقرس، والتهاب المفاصل. وينفع في علاج الحساسية والاندفاعات الجلدية. ويسكِّن آلام الأسنان. ويساعد في التخلص من الرمال البولية.
عسل الكينا
عسل الكينا ذو لون عنبري غامق ورائحة مميزة وطعم جيد، وهو يعد من الأعسال الراقية، واختصاصه الجهاز التنفسي كاملاً. يؤخذ في حالة البلغم والحساسية الصدرية ويعد صديقاً وفياً لمرضى الربو، والجهاز البولي ابتداء من الكلى، كما أنه مفيد جدًا في حالة الالتهابات والعفونات في الجسم.
عسل البرسيم
ويتميز عسل البرسيم بلونه المائل للصفار ويحتوي زيتاً طــياراً هو شبيهات الفلافون وصموغ ومستخلصــات الكوفارين.[10]
عسل دوار الشمس: ويكون عسل دوار الشمس الفلافونيد. لونه أصفر ذهبي ويتحول إلى عنبري فاتح تشوبه خضرة إذا تبلور، ورائحته خفيفة وطعمه لاذع لذيذ ويعطي الهكتار من النبتة 50 كيلوغراما من العسل.
عسل البرسيم الحجازي
للطازج منه ألوان مختلفة من عديمة اللون إلى اللون العنبري. وهو يتبلور بسرعة فيتحول إلى كتلة بيضاء كالقشدة، وله رائحة طيبة وطعم خاص، ويحتوي على سكر الفواكه بنسبة 40% وسكر العنب 37%، والهكتار من البرسيم الحجازي المزهر يعطي 380 كيلوغراماً من العسل، من فوائده: يحفظ نسبة السكر بالدم ومُدر للبول والإسهال.
عسل البرسيم الحلو
شهي الطعم، لونه عنبري باهت، ورائحته مُنعشة كالفانيليا، ويحتوي على 36% من سكر العنب، و 39.5% من سكر الفواكه، ويعطي الهكتار الواحد من البرسيم المروي 600 كيلوغراماً من العسل.
عسل التفاح
لونه أصفر باهت ورائحته ممتعة وفي حلاوته رقة، ويحتوي على سكر الفواكه بنسبة 42% وسكر العنب 32% ويعطي هكتار أشجار التفاح 20 كيلوغراما فقط من العسل.
عسل البرباريس: لونه أصفر ذهبي ورائحته ممتعة وطعمه حلو لطيف، والنحل يزور أزهار البرباريس بإقبال كبير وهي من النباتات الطبية التي تنقي الدم.
عسل توت العليق
وهو أبيض كالماء وطعمه شهي ويعطي هكتار من توت العليق 20 كيلوغراماً من العسل.
عسل الخروب الأسود
وهو عسل شفاف لكن إذا تبلور تحول إلى كتلة بيضاء كالثلج. يحتوي على 40% من سكر الفواكه و36% من سكر العنب.
عسل القبأ: عنبري خفيف اللون له رائحة لطيفة وطعم ممتاز، شديد اللزوجة ويتجمد ببطء. وأزهار هذا العشب يحبها النحل لذا فإن له قيمة في إنتاج العسل، ويعطي الهكتار 350 كيلوغراما من العسل.
عسل الحنطة السوداء: لونه يختلف من أصفر داكن تشوبه حمرة إلى بني غامق له رائحة ومذاق مميز فهو حريف في الحلق، يحتوي على 37% من سكر العنب و40% من سكر الفواكه، وفيه نسبة عالية من الحديد والبروتينات ويُنصح به لمعالجة حالات فقر الدم، ويعطي الهكتار 60 كيلوغراماً من العسل.
عسل الأرقطيون
لونه غامق زيتوني، له رائحة حادة تشبه التوابل ولزوجته مرتفعة. ويعطي الهكتار من النبات 600 كيلوغرام من العسل.
عسل الجزر
لونه أصفر غامق وله رائحة لطيفة.
عسل الكستناء
لونه غامق له رائحة خفيفة وطعم هادئ يجني النحل من الأزهار الوردية لنبات فروة الحصان من نباتات الزينة يخالف عسل الكستناء بأنه عديم اللون.
عسل الحمضيات
له رائحة ممتازة كرائحة زهر البرتقال والليمون وله طعم ممتاز ويدهن به الوجه لإزالة الكلف.
عسل اللفت أو لفت الشلجم
لونه أصفر مخضر ورائحته خفيفة وله طعم ممتاز لكنه لا يصلح للتخزين الطويل، ويعطي هكتار النبات 40 كيلوغراماً من العسل.
عسل الكزبرة: له رائحة لاذعة وطعم خاص، والكزبرة نبات عطري. يعطي الهكتار 50 كيلوغراماً من العسل.
عسل القطن
خفيف ورائحته مميزة وطعمه دقيق، يتجمد بسرعة ويتحول إلى لون أبيض كالثلج، وقد يكون مصفراً. يحتوي على سكر العنب 36% وسكر الفواكه 39%. تعطي أوراق القطن رحيقاً لا يختلف عن رحيق الأزهار والهكتار من القطن يعطي من 100-300 كيلوغرام من العسل.
عسل الهندباء
أصفر ذهبي ثخين جداً يتبلور بسرعة وله رائحة عطرية قوية وطعم قوي، ويحتوي على 36% من سكر العنب و41% من سكر الفواكه.
عسل القمح
لونه أصفر مخضر وله رائحة تذكر باللوز وطعم خاص فيه مرارة خفيفة.
عسل رأس التنين
عسل خفيف له رائحة وطعم لطيف، وأزهار النبتة بيضاء تجذب النحل وتحتوي على كمية كبيرة من الرحيق الحلو ولذا فهو نبات ثمين في إنتاج العسل.
عسل الخلنج
لونه أصفر داكن أو أحمر بني رائحته خفيفة وطعمه لاذع لطيف، وهو كثيف القوام جداً ولا يتجمد بسهولة، ويعطي هكتار النبتة 299 كيلوغراماً من العسل.
عسل الخبيزة
الطازج منه أصفر باهت عكر وطعمه غير مستساغ.
عسل الخزامى
لونه ذهبي ورائحته رقيقة وهو عالي القيمة يجمعه النحل من نبات الخزامى العطري المعمر.
عسل الزيزفون السوري
: طعمه لذيذ، وله رائحة عطرية قوية عندما يكون طازجاً، يحتوي على سكر العنب بنسبة 36% وسكر الفواكه بنسبة 39%، استعمالاته كثيرة في الطب لعلاج نزلات البرد، وهو معرق شديد، والزيزفون شجرة تدعى «ملكة النباتات المنتجة للعسل» إذ يعطي الهكتار منها ما يقارب 1000 كيلوغرام من العسل.
عسل التمرحنة
عسل ممتاز ذو طعم ورائحة لطيفة، يمكن أن ينافس عسل التيلو. وهو شفاف، ويعطي هكتار النبتة 600 كيلوغرام من العسل.
عسل النعناع: النعناع مصدر جيد للعسل، وهو نبات عطري، وعسله له رائحة النعناع، ولونه عنبري.
عسل الفاسيليا
لونه أخضر خفيف، أو أبيض، وطعمه شهي، ويتبلور إلى ما يشبه العجينة، وهو عسل ممتاز، ونبتة الفاسيليا من أهم أنواع النباتات المنتجة للعسل، يعطي الهكتار من 500-1000 كيلوغرام من العسل.
عسل القرع اليقطين
: لونه أصفر ذهبي، ورائحته مقبولة ويتجمد بسرعة.
عسل الفراولة
لونه أبيض ورائحته منعشة، وطعمه شهي. وأزهار الفراولة يحبها النحل ويفضلها عن غيرها، وهو عسل ممتاز يحتوي على نسبة عالية من سكر الفواكه بنسبة 41.5%.
عسل المريمية
: لونه عنبري خفيف أو ذهبي غامق ورائحته ذكية وطعمه شهي. ويعطي الهكتار من النبتة 650 كيلوغراماً من العسل.
عسل التبغ
لونه يختلف من الفاتح إلى الداكن، رائحته لا تسر، وطعمه مر، وهو من الأعسال الرديئة. تستعمله معامل التبغ لإنتاج أنواع من السجائر المعطرة.
عسل البرسيم الأبيض
عسل شفاف لا لون له، وطعمه ممتاز، وإذا تبلور صار كتلة بيضاء صلبة، وهو من أحسن أنواع العسل، نسبة سكر الفواكه فيه 40%، ويعطي الهكتار من النبات 100 كيلوغرام من العسل.
عسل الصفصاف
أصفر ذهبي وطعمه جيد، ويتبلور إلى كتلة ناعمة كالقشدة، والنحل يفضل أزهار الصفصاف ويزورها بكثرة ويعطي الهكتار حوالي 150 كيلوغراماً من العسل.
العسل الصخري
هو عسل نادر يصنعه النحل البري في أعشاشه الطبيعية بين الصخور، لونه أصفر باهت، رائحته زكية، وطعمه لذيذ وأقراصه تأتي على شكل كتلة صلبة متبلورة لا بد من كسرها إلى قطع. ويمكن أن يحتفظ بقوامه لأعوام طويلة.
العسل المشع
استطاع ألن كيلاس A.Caillas1908 أن يثبت أن بعض أنواع العسل تحتوي على الراديوم. وهو اكتشاف عظيم الأهمية، لأن احتياطي الراديوم في القشرة الأرضية ضعيف للغاية. وللعسل المشع أهمية علاجية كبيرة إذ يستخدم في علاج الأورام الخبيثة السرطانية والساركوما
خصائص العسل
↚
أبرز خصائص العسل
العسل الطبيعي لا يتلف ولا يحتاج لحفظه بالثلاجة فقط يحتاج لحفظه بوعاء محكم الغلق ويخزن بحرارة الغرفة العادية.
بسبب احتواء العسل الطبيعي على سكر الفواكه (الفركتوز)، فهو أحلى من سكر المائدة بنسبة 25%.
يتكون العسل عندما تخلط النحلة رحيق الأزهار بأنزيماتها في فتحات القرص الشمعي وتجففه بالهواء الصادر عن حركة أجنحتها.
يعتمد لون وطعم وتركيب العسل على الزهور التي جَمع النحل الرحيق منها.
لكي تجمع النحلة كيلوغراما واحداً من العسل فإنها تنتقل بين الزهور مسافة تعادل 11 مرة قدر محيط الأرض حول خط الاستواء.
العسل في الثقافة الإسلامية
ذكر العسل والنحل في القران الكريم حيث ذكر (العسل) في (سورة محمد آية 15)Ra bracket.png مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ Aya-15.png La bracket.png في (سورة النحل آية 69)
وجاء في القرآن: Ra bracket.png وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ Aya-68.png ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ Aya-69.png La bracket.png
وقال رسول الله ﷺ : «الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكي». (رواه البخارى في الصحيح)[13]
وقال - عليه الصلاة والسلام - : «عليكم بالشفائين: العسل والقرآن
البلدان المنتجة للعسل
↚
تحتافظ الدول العربية على مكانتها الضئيلة في إنتاج العسل ويعود ذالك إلى عدم تقديم حكومات الدول العربية الدعم للمزارعين
تحافظ اليمن على مركزها الأول عالمياً من ناحية جودة العسل ولاكن إنتاجها ضعيف للغاية
في عام 2005, الصين والأرجنتين وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية كانوا كبار المنتجين للعسل حسب منظمة الأغذية والزراعة.
من أكبر المنتجين للعسل تركيا (المركز الثالث عالمياً) وأوكرانيا (المركز الخامس عالمياً).[15] تعتبر المكسيك من أهم المنتجين للعسل الطبيعي حيث تنتج ما يعادل 10% من الإنتاج العالمي.
ويعتبر العسل أيضاً من منتجات الجزيرة الفرنسية كورسيكا. العسل الكورسيكي حاصل على شهادة من قبل (Appellation d'origine contrôlée).[16] أما العسل الهومولجي فأصله من شرق صربيا.
فوائد العسل
عُرفت فوائد العسل عبر التاريخ، وقد استخدم في الطب التقليدي والبديل للعديد من الأغراض العلاجية، مثل علاج الجروح والحروق، بالإضافة إلى تعزيز الصحة العامة للجسم.
يوجد أنواع مختلفة من العسل، وقد ذكرناها اعلى المنشور وتمتاز جميعها بفوائد صحية عديدة، ولكن هناك بعض من فوائد العسل التي يمكن اكتسابها على وجه الخصوص من العسل الخام غير المبستر، والذي لم يتعرض للحرارة العالية التي تدمر بعض العناصر الغذائية والمركبات المفيدة في العسل.
تعرف في هذا المقال على أبرز فوائد العسل، وكيف يمكن تضمينه في النظام الغذائي للحصول على فوائده.
محتويات العسل وفوائده
↚
فوائد العسل الطبية والصحية
يحتوي العسل على العديد من المعادن والفيتامينات المهمة، مثل الحديد، والزنك، والكالسيوم، والمغنيسيوم، وفيتامين ج، وبعض أنواع فيتامين ب، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة. كما أنه خالي من الدهون، والكوليسترول، والصوديوم، وتساهم مكوناته هذه وخصائصه في تقديم فوائده المميزة.
تشمل فوائد العسل ما يلي:
تعزيز التئام الجروح وشفاء الحروق
يساعد استخدام العسل موضعياً في علاج الجروح والحروق، وذلك لفوائده التالية:
تقليل خطر إصابة الجروح بالعدوى، وذلك نظراً لخصائص العسل المضادة للجراثيم والبكتيريا فهو يعمل كمطهر طبيعي.
تعزيز عملية الشفاء وتجديد الأنسجة، حيث يتكون العسل من نسب عالية من مركبات الجلوكوز والفركتوز التي تساهم في امتصاص الماء من موضع الإصابة.
تقليل التورم والألم، ويعود ذلك إلى خصائص العسل المضادة للالتهاب.
أيضاً، من أنواع الجروح التي قد يساعد العسل في علاجها هي الجروح أو القرحة ذات الصلة بقدم السكري، حيث أشارت نتائج إحدى الدراسات التي شملت 63 من مرضى السكري من النوع الثاني والمصابين بالقدم السكرية إلى فعالية العسل في علاج قرحة القدم السكري والوقاية من مضاعفاتها الخطيرة ، مثل البتر.
كما قد يساعد العسل في علاج بعض المشاكل والأمراض الجلدية، مثل الهربس، والصدفية، والأكزيما، وحب الشباب. لكن، يجدر الإشارة إلى أن العسل الذي يمكن تطبيقه موضعياً على البشرة يجب أن يكون من الدرجة الطبية ومعقم حسب المعايير اللازمة.
الوقاية من أمراض القلب
يعزز تناول العسل الطبيعي من مضادات الأكسدة، مثل البوليفينول، والتي تلعب دوراً في الوقاية من الأمراض القلبية. ومن فوائد العسل التي تساهم أيضاً في الحفاظ على صحة القلب ما يلي:
خفض ضغط الدم.
تقليل مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.
تقليل خطر الإجهاد التأكسدي على الخلايا الصحية.
تعزيز المناعة ومكافحة العدوى
يحتوي العسل الخام على العديد من مضادات الأكسدة، مثل الفلافونويدات وأحماض الفينول، والتي تعزز مناعة الجسم وتعمل على الحد من تأثير الجذور الحرة الضار الذي يشمل إتلاف الخلايا وتسريع عملية الشيخوخة والمساهمة في تطوير بعض الأمراض، مثل السرطان ومرض السكري.
كذلك، يحتوي العسل الخام مركبات مضادة للبكتيريا والفطريات، مثل بيروكسيد الهيدروجين الذي يعد مطهر طبيعي، لذا من فوائد عسل النحل الخام المساهمة في مكافحة أو قتل بعض أنواع البكتيريا المسببة للأمراض الشائعة، مثل:
بكتيريا الإشريكية القولونية، وهي بكتيريا تسبب التسمم الغذائي والتهاب الجروح.
بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية أو المكورات العنقودية الذهبية، وهي أحد أسباب التهاب الجلد.
بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري أو الملوية البوابية، وهي من أسباب قرحة المعدة والتهاب المعدة المزمن.
علاج السعال والتهاب الحلق بالعسل
يعمل العسل على تثبيط السعال المستمر على نحو فعال مشابه لدواء ديكستروميثورفان المضاد للسعال. كما يساعد في قتل البكتيريا المسببة لالتهاب الحلق والجهاز التنفسي العلوي.
تعد فعالية العسل في تهدئة السعال أحد أبرز فوائد العسل للأطفال على وجه الخصوص، حيث يمكن استخدامه كبديل عن أدوية السعال التي لا تستلزم وصفة طبية وتجنب الآثار الجانبية المحتملة لها. كما قد يساهم العسل في تحسين جودة النوم للأطفال الذين يعانون من السعال.
لكن يجب عدم استخدام العسل للأطفال أصغر من عمر السنة، إذ قد يسبب لهم التسمم الغذائي أو إصابتهم بأحد أنواع البكتيريا التي يحتويها والتي لا يستطيع الجسم بعد مقاومتها، وتسمى كلوستريديوم بوتولينوم.
علاج اضطرابات الجهاز الهضمي
يساعد العسل في الوقاية من الارتجاع المريئي أو حموضة المعدة، حيث يمتلك العسل قوام لزج سميك يعمل على تبطين المريء والمعدة، وبالتالي تقليل أو الحد من التدفق التصاعدي لحمض المعدة والأطعمة غير المهضومة والتسبب بالارتجاع الحمضي.
كذلك، يعتبر العسل أحد الأطعمة الحيوية الذي يعد غذاء للبكتيريا النافعة المتواجدة بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي، والتي تساعد على سير عملية الهضم جيداً.
تعزيز صحة البشرة والشعر
من فوائد العسل للبشرة والشعر ما يلي
- ترطيب البشرة، حيث يعتبر العسل مرطب ذات نتائج فعالة للتخلص من الجلد الجاف، ويمكن استخدامه لترطيب مناطق الجسم الأكثر جفافاً، مثل المرفقين والركبتين، أو لترطيب الشفاه المتشققة
- علاج قشرة فروة الرأس، وذلك من خلال استخدام العسل المخفف بالماء الدافئ موضعياً على فروة الرأس، الأمر الذي يساعد مؤقتاً في تخفيف قشرة الرأس والحكة وتساقط الشعر الناتج عنها.
- تنعيم وترطيب الشعر، من خلال إضافة ملعقة صغيرة من العسل إلى الشامبو المعتاد استخدامه أو مزجها مع زيت الزيتون، ثم تطبيقها لمدة 20 دقيقة على الشعر ثم غسله، مما يمنح الشعر ترطيب عالي وملمس حريري.
فوائد العسل الأخرى
↚
من فوائد عسل النحل الأخرى ما يلي:
منح الجسم الطاقة، حيث يحتوي العسل على نسبة عالية من السكريات الطبيعية، ومنها الجلوكوز القابل للامتصاص سريعاً، والذي يوفر طاقة فورية للجسم. كما يحتوي على سكر الفركتوز الذي يتم امتصاصه على نحو أبطأ، وبالتالي يحافظ على طاقة الجسم ونشاطه لفترات أطول. لهذا يعد العسل أحد الأغذية التي تعزز الأداء الرياضي أثناء التمرين.
تخفيف الوزن، إذ يعزز عسل النحل من عملية التمثيل الغذائي في الجسم، ويساعد في التحكم بالشهية، الأمر الذي يساعد في عملية التخلص من الوزن الزائد.
تعزيز الذاكرة والحفاظ على صحة الدماغ، وذلك نتيجة فوائد العسل المضادة للأكسدة والالتهابات التي توفر حماية لأحد أجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة، وهو الحصين (بالإنجليزية: Hippocampus). لكن ما زال هناك الحاجة إلى مزيد من الدراسات والأدلة حول هذا الأمر.
علاج الأرق وتحسين جودة النوم، حيث يساعد العسل على إفراز مادة السيروتونين في الجسم، وهو ناقل عصبي يتم تحويله إلى مركب كيميائي يسمى الميلاتونين المنظم لعملية النوم.
طرق إضافة عسل النحل إلى النظام الغذائي
يمكن الحصول على فوائد العسل المختلفة عن طريق استخدامه ضمن النظام الغذائي كمحلي طبيعي للزبادي أو المشروبات، أو استخدامه في الطهي والخبز. لكن يمكن أن يسبب تناول كميات كبيرة من العسل لفترات طويلة زيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب.
لذا، يجب الاعتدال في تناول العسل، حيث يحتوي على السكريات بنسبة 40 % فركتوز و30 % جلوكوز، مقارنةً بنسبة 50 % لكل منهما في السكر العادي، لكن يتميز العسل في احتوائه على الفيتامينات، والإنزيمات، والأحماض، والأملاح، والمعادن، حيث تشكل تلك العناصر النسبة المتبقية من مكونات العسل، والتي تقدر بنسبة 30 %، وهو ما يضفي على العسل فوائده.
ملاحظة
توصي جمعية القلب الأمريكية بألا تتجاور كمية العسل التي يتم تناولها يومياً عن 36 جرام بالنسبة للرجال، وما لا يزيد عن 24 جرام لكل من النساء والأطفال..
أضرار العسل
↚
أضرار العسل
هذه بعض الأضرار والمضاعفات الصحية التي قد يسببها العسل:
1.
تحفيز الإصابة بالحساسية
يحتوي العسل ضمن مكوناته الطبيعية على مزيج من حبوب اللقاح (Pollen) والأنزيمات الهاضمة، وهي مواد قد يخلفها النحل في العسل أثناء قيامه بتصنيعه، وهذه المواد قد تكون مثيرة للحساسية.
على الرغم من أن حساسية العسل تعد حالة نادرة وغير شائعة، إلا أنها مشكلة صحية يعاني منها البعض وإذا ما استخدمت هذه الفئة عسل النحل من الممكن أن يتسبب لها العسل بنشأة رد فعل تحسسي خطير، وهذه بعض أعراض حساسية العسل:
أعراض شبيهة بالربو وخروج صوت صفير من الصدر.
اضطرابات نبض القلب.
غثيان وتقيؤ.
دوار وضعف عام وإغماء.
شعور بلسعات في الجلد، لا سيما عند تطبيق العسل موضعيًّا على البشرة.
فرط التعرق.
قد يعد بعض الأشخاص العسل وصفة طبيعية مقاومة للحساسية الموسمية، ولكن لا ينصح الخبراء باللجوء للعسل لعلاج مثل هذه الحالات، فقد يتسبب العسل بحصول مضاعفات خطيرة بدلًا من تحسين الحالة.
2.
خطر التلوث أو التسمم
في بعض الحالات قد يكون العسل ملوثًا ببعض المواد التي تسللت إليه أثناء مرحلة ما من تكونه أو تصنيعه، وبالتالي قد تنتقل هذه المواد للجسم عند تناول العسل. وهذه بعض المواد التي قد تلوث العسل:
المبيدات الحشرية
وقد تصل هذه إلى العسل نتيجة قيام النحل بتصنيع العسل باستخدام زهور تم رشها بالمبيدات أوتلوث النحل أو خلية النحل بالمبيدات التي تم رشها عليها مباشرة أو قيام النحل المنتج للعسل بشرب مياه لوثت بالمبيدات.
المضادات الحيوية
ففي بعض الحالات قد يلجأ مربو النحل لإعطاء النحل أنواعًا معينة من المضادات الحيوية، وإذا ما كانت الكمية المعطاة للنحل كبيرة من الممكن أن يتسبب هذا بتحفيز إصابة الإنسان الذي يتناول العسل ببعض الأمراض، مثل مرض فقر الدم اللاتنسجي (Aplastic anemia).
كما من الممكن أن يحتوي العسل على مواد ملوثة أخرى وسموم قد تسبب تحفيز الإصابة بالتسمم الغذائي.
3.
تأثير سلبي على مرضى السكري
قد يكون للعسل تأثيرات سلبية مختلفة على مرضى السكري، كما يأتي:
قد يتسبب تناول كميات كبيرة من العسل في رفع مستويات سكر الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النمط الثاني.
قد يتسبب تطبيق العسل موضعيًّا على المناطق التي يتم من خلالها إدخال الأدوات الخاصة بغسيل الكلى لمرضى السكري بتحفيز حصول التهابات وعدوى.
4.
زيادة الوزن
يحتوي العسل على كمية عالية نسبيًّا من السعرات الحرارية، إذ تقدر كمية السعرات في كل ملعقة كبيرة من العسل بما يقارب 64 سعر حراري، ومع الوقت وفي حال تم تناول العسل بانتظام دون اتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة، من الممكن أن يتسبب العسل في زيادة الوزن.
5.
التسمم السجقي للرضع
من أضرار العسل المحتملة أنه قد يحفز إصابة الرضع بحالة التسمم السجقي أو التسمم الممباري (Botulism)، وهي حالة قد تحصل عند إطعام الأطفال الذين لم يُتموا عامهم الأول العسل.
إذ قد يحتوي العسل في تركيبته على أبواغ البكتيريا التي قد تسبب التسمم السجقي، ولأن جسم الرضيع لا يكون قادرًا بعد على مقاومة هذا النوع من البكتيريا، من الممكن لإعطاء الرضيع العسل أن يحفز إصابته بهذه الحالة.
يجب التنويه إلى أن تسخين العسل من الممكن أن يقضي على الأبواغ المذكورة، ولكن ومع ذلك يفضل تجنب إعطاء الرضيع العسل إلا بعد بلوغه عمر السنة.
6.
أضرار العسل الأخرى
قد يكون للعسل العديد من الأضرار الإضافية التي قد تصيب الجسم، مثل:
تفاقم المشكلات الجلدية في البشرة: لا سيما في الحالات التي يتم فيها ترك العسل على البشرة لفترات طويلة، فهذا قد يؤدي لجذب وتراكم الأوساخ والملوثات على سطح البشرة، مما قد يؤدي بدوره لتفاقم المشكلات الجلدية.
تحفيز الإصابة بالنزيف: إذ قد يؤثر العسل على عمليات تخثر الدم.
أضرار أخرى: مثل: الإسهال، وتسوس الأسنان.
كيف تستطيع تجنب أضرار العسل؟
لتجنب الإصابة بأية أضرار نتيجة استخدام العسل، اتبع هذه النصائح:
تفحص ردة فعل الجلد تجاه العسل إذا كنت تستخدمه للمرة الأولى على البشرة، من خلال تطبيق العسل على البشرة والانتظار لمدة ثلث ساعة.
تجنب استخدام العسل الذي تمت إضافة بعض المواد الضارة إليه أثناء عمليات التصنيع، مثل السكريات المضافة.
لا تعطي العسل لطفل لم يكمل عامه الأول.
لا تفرط في تناول العسل، وتناوله ضمن حمية متزنة ونمط حياة صحي يتضمن الرياضة.
شهادة فوائد عسل
لا تلغي أضرار العسل المحتملة حقيقة كون العسل مادة طبيعية قد يكون لها العديد من الفوائد، وهذه أبرزها:
زيادة سرعة الوتيرة التي تشفى بها الجروح والحروق وتسريع تعافيها.
زيادة قوة الذاكرة والإدراك.
علاج بعض المشكلات التنفسية، مثل الكحة.
إمداد الجسم بجرعة إضافية من الطاقة.
من قبل رهام دعباس - الخميس 28 كانون الثاني 2020